ماذا فعلتى بى ايتها الشقراء

لكِ
سألت النجوم هلَا رأيتموها
فنظروا إليَ بخجلِ واستحياءِ

قالوا كيف لنا ألَا نراها
وهي كالبدر تتربع في السماءِ

سألت الشمس لما أنتِ حزينة
قالت قد حُجِبتُ من نورها المعطاءِ

وحين ينسدل عن شعرها الحجاب
كالشمس حين تشرق بخيوط من الضياءِ

تتصارع الأنوار المشعة منها
ليغلب بالنهاية نور الحياءِ

أيتها الشقراء ماذا فعلت بي
إنك لستِ كغيرك من النساءِ

جعلتيني بين الناس شارداً
وفي الشوارع أمشي على غير اهتداءِ

وقد لان الصخر وتحرك من
مكانه بعدما ما كان صخرة صماءِ


فهلَا رفعتِ يدكِ عن جرحي
قليلاً أيتها الداء والدواءِ

وجودي علي وأسخي بنظرة
من عينيك المليئتين بالكبرياءِ

ودعيني أتلقف الابتسامة من ثغرك
فأروي بها روح من صحراءِ

وابقي قريبةً من عيني
فإني بك أنتظم على حد السواءِ

أنا ما أنا من دونك
بكِ أكون سيد القلوب والعقلاءِ

أنتِ الروح والجسد فحين
أراكِ أتنفس تنفس الصعداءِ

أنتِ العقل والقلب تسريين
في شراييني كسريان الدماءِ

غارت ضلوعي من المحبوب بأنِ
أداريه وأبذل له الكثير من السخاءِ

وحين تواعديني على صدفة الزمان
تتيه المشاعر والروح بهذا اللقاءِ

ويغدو لساني ذاكراً لاسمكِ
وتغدو الأفكار مليئة ً بالإطراءِ

فيا زمان لا تقسو علينا
إن أصبحتَ كفيلاً بهذا اللقاءِ

فإنها إن غابت عنِّ لحظةً بُت
حيراناً أتلون من العذاب والعناءِ

وإنِّ وإن’ كنتُ متيًمٌ ولهان
ولكنِ رجلٌ من أهل الشرفاءِ

تأبى الرجال الإعتراف بحبها
إذا ما بدا لها التكبر من النساءِ

ويجودون بالحنان والغرام
إذا ما أظهرن حبهن بلا استياءِ

كوني أنا, أكن لك على طول
السنين مثل الربيع والشتاءِ

ياربي ماذا فعلت بي
لم أخضع لأصعب من هذا الإبتلاءِ


سلبتِ كل ادراك فيَ بنظرةً
تحركيني بين يديك كيفما تشاءِ

وبت بكِ ولهان عاشق
لا أرى غيركِ من بنات حواءِ

فدعيني أرسم على خدك حبي
وأجدل مشاعركِ بخيوطٍ من أهواءِ

واسكبي عليَ من روحك عطراً
فتشدو به روحي ونحلق في السماءِ

واسمحي لقلبي أن يتمشق قلبك
ويرتقيا بعناقهما بعيداً عن الأحياءٍ

لكِ أبذل المطارف والحشايا
لكي أملئن حياتك بالسعادة والهناءِ

لكِ أشحذ الهمم وأعض على البنان
فلا دموع بعد ذلك ولا بكاءِ

لكِ أحيا فلا تقتليني ببعدك
تحرِّقي أعصابي وكثيراً من أشياءِ


لكِ سأبقى , مادمت حياً
أظهر لكِ كل الحب والوفاءِ

تسلمى اسوله على ردك على الموضوع مشكوره